بسم الله الرحمن الرحيم
الشرفاء الأدارسة في ليبيا
لا يغيب عن نباهة المتأمل الدارس لعلم الأنساب والمتابع لتجمعات السادة الأشراف في ليبيا، أن أغلبيتهم المطلقة هم من السادة الأدارسة، فهم يزيدون عن 80 في المائة منهم، وأكبر قبيلة من قبائلهم هم السادة النبيليون أولا سيدي محمد ابن عبد الله الملقب بالنبيل، وهم الفواتير والعواسجة أولاد بوحميرة، وهم أكثر الأشراف عددا وانتشارا فلا تكاد تجد منطقة من مناطق ليبيا لا يتواجد بها بيت أصيل من بيوتاتهم، شرّف الله قدرهم وأعلى مكانتهم ونفعنا ببركاتهم, من الزاوية الغربية والعجيلات وزوارة ورقدالين وزلطن ومزدة وسبها وغات غربا، حتى البطنان والجغبوب والكغرة والعوينات شرقا مرورا بكل التجمعات السكانية بينهم، ينتشرون في أهم المدن طرابلس ومسلاتة والخمس وترهونة ومصراتة وورفلة وسرت واجدابيا وبنغازي والبيضاء ودرنة وطبرق والمرج وغيرها، فلا يكاد يخلو تجمعا سكانيا واحدا من تواجدهم حضور بركتهم، وكانوا دائما سبّاقين في خدمة ليبيا وأهلها، ارتوى ترابها الطاهر بدمائهم فقدموا قوافل الشهداء والمجاهدين منذ القدم حتى يومنا هذا، ويكفيهم شرفا أن سماء ليبيا ورصيدها الجهادي والثقافي قد تألقت بنجومهم، فمنهم سيدي عبد السلام الأسمري وسيدي أحمد الشريف زعيم الجهاد ضد الطليان منهم أبا وأما فهو إدريسي سنوسي الأب وإدريسي فيتوري الأم، وسيدي عمر المختار منهم، والطاهر الزاوي منهم، قضاة ليبيا الأفداد من أبناء سيدي السرار منهم، والسادة الوزانيين وهم قضاة الشرق الليبي ومقدمي الطريقة الطيبية الشاذلية، والسادة أولاد بوسيف منهم، والبراعصة والفواخر وغيرهم من القبائل التي يعجز الإنسان عن حصرهم في مقال مختصر، وجميعهم لا يستطيع أن يطعن في شرف انتسايهم الا دخيل على ليبيا لا يعرف تفاصيل مكونها الإجتماعي، أو من أصاب الغبش ذاكرته فتنكبت بصيرته رؤية الصواب، والأهم أنهم تميزوا بانفتاح ومصاهرة مع جميع قبائل ليبيا وقد تبادلوا معهم المودة والإحترام، أقول هذا حتى لا يجانب البعض الصواب ويتجاوز هؤلاء عند حديثه عن أشراف ليبيا فتجاوزهم تطاول لا يليق بالعارفين والمحترمين والوطنيين والأشراف.